الأحد 2013.03.17، الساعة 5:28 مساء
فلسطين / صوت الغد – القدس :
كشفت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث عن سبعة مشاريع تهويدية تستهدف سلطات
الاحتلال من خلالها تدمير مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية، في القدس،
والاستيلاء على المكان وتحويله الى مرافق سياحية وتجارية عامة.
وتعتبر مقبرة مأمن الله من اكبر واقدم المقابر الاسلامية في القدس
وفلسطين وتبلغ مساحتها 200 دونم، وفيها بركة قديمة تبلغ نحو 80 دونما.
واشارت مؤسسة الأقصى التي نظمت اليوم الأحد، تظاهرة احتجاجية ضد تصعيد
انتهاكات الاحتلال حرمة المقبرة الى ان سلطات الاحتلال تسيطر على 160 دونما
من مساحة المقبرة في الوقت الراهن.
واوضحت ان سلطات الاحتلال تعكف على انشاء متحف يهودي تحت اسم “متحف
التسامح” وستقوم بتحويل البركة القديمة الى بركة سياحية، وستقيم ساحة كبيرة
للجمهور ومنصة للحفلات تتسع لـ 7000 الاف شخص، وسيخصص جزء من المساحة
كموقف للشاحنات والمركبات الكبيرة، كما سيتم تحويل جزء من المقبرة كحديقة
خاصة بالكلاب، وستفتح طرق للطوارئ كما ستقام متاجر ليليلة ومركز للمحاكم.
وأكد رئيس لجنة إعمار المقابر الإسلامية في القدس، المهندس مصطفى أبو
زهرة، أن قوات الاحتلال ماضية في تهويد مقبرة مأمن الله، التي تعتبر من
أقدم مقابر المسلمين وأوسعها في فلسطين، معتبرًا ذلك “طمسًا للهوية العربية
الإسلامية”، واصفا وضع مقابر المسلمين في القدس بأنه “صعب ويستوجب تحركًا
عربيًّا وإسلاميًّا للمحافظة عليها”.
وقال أبو زهرة خلال المؤتمر الصحفي: “إن المؤسسة الاسرائيلية قامت بوضع
عظام موتى المسلمين التي نبشتها داخل صناديق وتوجهت بها إلى أماكن لا
نعرفها حتى الآن, وصعدت من اجراءاتها في المقبرة بإقامة ما لا يقبل به أي
شخص في العالم وهي أماكن للكلاب ومراحيض (دورات مياه) في مكان نعده من
المقدسات”.
وأكد رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح “أن
الاحتلال مستمر في تهويد المقدسات الإسلامية وطمس معالم كل ما هو عربي في
المدينة المقدسة، وأن رئيس ولاية كاليفورنيا أحد المشاركين الرئيسيين في
مشروع تهويد مقبرة مأمن الله، حيث دعمه بمبلغ 200 مليون دولار”.
وقال رئيس الهيئة العليا وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري: “إن ما
تقوم به المؤسسة الإسرائيلية بحق مقدساتنا وأمواتنا عمل غير إنساني، وعلى
الاحتلال أن يكف عن تلك المشاريع التي وصفها بـ”القاتلة”.
وطالب المشاركون في المؤتمر والتظاهرة الاحتجاجية، الاحتلال الإسرائيلي
بوقف إجراءاته التهويدية في المقبرة، مستصرخين العالم للتدخل والدفاع عن
المقبرة والحفاظ على حرمة القبور.
ووزعت مؤسسة الاقصى حقيبة اعلامية على الحضور من وسائل الاعلام والصحفيين، تحتوي على مذكرة ووثائق وخرائط، ودراسة بحثية موثقة.
تجدر الاشارة الى ان المؤسسة الاسرائيلية صادرت ارض المقبرة، وحولت
اغلبها الى حديقة عامة، تحت اسم “حديقة الاستقلال” حيث جرفت عشرات القبور
ودمرتها بالكامل، ولم يبق الا نحو 25 دونما من أرض المقبرة التي تتواجد
فيها شواهد القبور حتى الآن.
ومن أبرز الانتهاكات التي تعرضت لها مقبرة مأمن الله مشروع ما سمي
بـ”متحف التسامح” الذي ينفذ بالتعاون مع منظمة أميريكية-إسرائيلية, حيث
نفذت أعمال حفريات بأعماق تصل إلى 20 مترا داخل الأرض، ما أدى الى نبش
القبور.