عندما تقتل أُم إحدى بُنياتها ظلماً أو تُلقي بها في النار فإنها قد أقدمت على أمر عظيم ،
ولانختلف على شناعة مافعلت ،
وستُقدَّم للمحاكمة فوراً
وتلاقي ماتستحقه من عقاب ..!
ولكننا نغفل عن تلك الأم القاتلـــــة التي لاتعد جرمها خطيراً ،
هي لم تريق دماً حراماً ، ولم تتوانى في تلبية طلبات بُنياتها،
تسهر إذا مرضوا ..!
تحنو وترأف بهم ..!
تطعمهم ألذ الطعام وتلبسهم أفخم اللباس ولكنها قاتلة ..!!
لأنها قتلت في بُنياتها ماهو أعظم وأخطر ..!
قاتلة عندما سفكت دم الحياء ،،
وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم عن الحياء :
( بَلْ هو الدِّينُ كلُّهُ . ثُمَّ قال رسولُ اللهِ :
إِنَّ الحَياءَ والعَفَافُ والعِيَّ – عِيُّ اللِّسانِ ، لا عِيُّ القلبِ ، والفقهُ مِنَ الإيمانِ ،
وإنَّهُنَّ يَزِدْنَ في الآخرةِ ، ويُنْقِصْنَ مِنَ الدنيا ،
وما يَزِدْنَ في الآخرةِ أكثرُ مِمَّا يُنْقِصْنَ مِنَ الدنيا . )
صحيح الترغيب .
قد تقول إحداكنَّ :
وكيف تقتل الأم الحياء في نفس ابنتها ؟!
فنقول :
تقتل الأم الحياء عندما تلبس الصغيرة لباساً قصيراً وعارياً ..!
وعندما تكون ابنتها البالغة بجانبها تسير في تبرج وسفور ..!
تقتل الحياء عندما تتركها تتجول في الأسواق كلما أرادت
حتى ولو كان لمجرد ضياع الأوقات ومصاحبة الرفيقات ..!
تقتل الحياء عندما تبتسم لها بفخر عندما ترد على من هو أكبر منها سناً
وتعتبر ذلك جرأة ونضوجاً في فكرها ..!
بل إنها تترك الحياء يموت موتاً بطيئاً ؛ عندما تهمل تربيتها
وتتركها للخادمات والأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي ..!!
فكم رأينا من صغيرات في صور مخزية ومحزنة ..!
فلقد شاهدت في أحد مراكز الألعاب والتي تكتظ بالرجال والنساء والأولاد ؛
طفلة حباها الله جمالاً ؛ ترتدي سروالاً قصيراً ( شورت ) وبلوزة بلا أكمام
وهذه الطفلة يقارب عمرها التسع سنوات ..!
فوالله استحييت أنا المرأة والأم أن أنظر إليها ..!
فكيف تعرض هذه الأم ابنتها أمام الناس وأمام ضعاف النفوس بهذا الشكل ؟!
وفي المقابل عرفت إحدى الأخوات الملتزمات بدينهنَّ تلبس ابنتها
ذات التسعة أعوام عباءة ونقاباً
وعندما تعجبنا من فعلها ،
قالت :
لقد منح الله ابنتي جمالاً وجاذبية حتى أنني رأيت الرجال يطيلون النظر لها
فرأيت أنه آن الأوان لتحتجب من النظرات ولو أنها لم تصل لسن البلوغ .!
وأتذكر قبل خمسة وعشرين عاماً أب مثقف وعلى قدر من العلم
كان يشتري لابنته الصغيرة ذات الخمسة أعوام لباساً
وكان يبحث عن الطويل وإن لم يجده اشترى معه سروالاً ساتراً
وعندما قال له أحد البائعين بدهشة :
إنها طفلة .!
أجابه : أريدها أن تتربى على الحيــــاء
وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه
يومها رأيته غريباً ومتشدداً ..
ولكني اليوم أثق بأنه قد خرج من تحت يديه أجيال ناضجة
والأم هي المسؤولة عن التربية والتعليم ويقع على كاهلها الدور الأكبر
فلا تستهين بصغر ابنتها ؛ فهي تغرس في نفس الطفلة منذ نعومة أظفارها الكثير من المبادئ والقيم
وقد تنزع من نفسها مثلها .
وفي عصرنا الحاضر نرى الأجهزة من ( آيباد وآيبود وتاب ) وغيرها
هي التي تربي الصغار
والأمهات منشغلات .. !!
فرأينا بالبنيات الكثير من الجرأة في الكلام والأفعال
بل إنني أراهنَّ يتمايلن في الأسواق ويتراقصن وهن في العاشرة ويزيد
وفي الســـــابق عندما تتحدث مع طفلة تخجل ولا تنظر إليك
أما الآن فتجد الطفلة الصغيرة ترد عليك بكل جرأة
بل وتجادلك بكل ثقة .. وتحدق فيك بقوة
وقتها تعتقد أنك تتحدث مع امرأة ..!
وبعض الأمهات - هداهنَّ الله - تسعى جاهدة لتكون ابنتها في قمة الجرأة وقلة الحياء
الجرأه في الكلام .. في اللباس .. في الحجاب ... في طريقة المشي وفي كل شـــــيء ()"
والأم إذا قتلت الحياء في ابنتها قتلت كل الصفات الحسنة ..
ومانراه في هذه الأيام من تصوير مقاطع فيديو للأطفال ونشرها بوسائل التواصل الإجتماعي ؛ أمر مؤسف حقاً ..!
حيث تقوم بعض الأمهات بإلباس صغيراتهنَّ أجمل اللباس
وتقوم بتعويدهنَّ على رقصات معينة
أو ترديد بعض الأغاني والأناشيد ؛ فتدخل هذه الصغيرة كل بيت
وقد تتعرض للعين والحسد ..
والأم سعيدة بإنتشار مقطع فيديو لابنتها
ولاتعلم بأن هذا المقطع قذ يغير في نفس الطفلة الكثير
وقد تكون ساهمت في نزع الحياء من نفسها بشكل نهائي ..!
فما بالنا بمن تربي ابنتها على الشهرة والأضواء
فتُقحمها عالم مليء بالفساد
لمجرد أن هذه الطفلة صوتها جميل في الأناشيد
فتحزن لحال هؤلاء الصغيرات اللآتي قُتل فيهنَّ الحياء
وسُلبت منهنَّ البراءة والطفولة .!
ولتضع كل أم هذا الحديث نصب عينيها :
( الحياءُ لا يأتي إلَّا بخيرٍ ) صحيح البخاري .
( الحياءُ لا يأتي إلَّا بخيرٍ ).................
( الحياءُ لا يأتي إلَّا بخيرٍ ).................