عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: "غزونا القسطنطينية، فكُسر بنا مركبنا، فألقانا الموج على خشبة في البحر -وكنا خمسة أو ستة- فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا، فكنا نمصّها فتشبعنا وتروينا، فإذا أمسينا أنبت الله لنا مكانها، حتى مر بنا مركب فحملنا".
قال ابن مسدي عن الإمام أبي محمد الروابطي: "...له كرامات، أُسر إلى "طرطوشة" وقيدوه، فقام النصراني ليلة فرآه يصلي وقيده إلى جنبه؛ فتعجّب من ذلك، فلما أصبح رأى قيده في رجله، فرقبه ثاني ليلة فكذلك، فذهب فأخبر القسيس، فقالوا: أحضره. فجاء به وجرت بينه وبينهم محاورة، ثم قالوا: لايحل أن نأسرك، فاذهب إلى حال سبيلك".
قال الإمام الزبيدي: "خرجت إلى المدينة لوحدي، فآواني الليل إلى جبل، فصعدته، وناديت: اللهم إني الليلة ضيفُك، ثم أتاني صوت يناديني: مرحباً بضيف الله، إنك مع طلوع الشمس تمر بقوم على بئر يأكلون خبزاً وتمراً، فإذا دعوك فأجب. فسرتُ من الغد، فلاحت لي بئر فجئتها، فوجدت عندها قوماً يأكلون خبزاً وتمراً، فدعوني فأجبتُ".
قال أبو الفضل: "حكي أنه طلع إصبع زائد في يد ولد من أولاد الرؤساء، فاشتد ألمه له، فدخل عليه ابن الخاضبة فمسح عليها، وقال: أمرها يسير، فلما كان الليل نام الغلام، وانتبه فوجدها قد سقطت".
عن عمر المحمودي قال: " لما مات الوخشي كنتُ غلاماً، فلما وضعوه في القبر خرجت الحشرات من المقبرة -وكان في طرفها واد- فذهبت إليه الحشرات، والناس لا يعرضون لها".
عن سليمان بن يزيد: أن الإمام علي بن أبي طاهر لما رحل إلى الشام وكتب الحديث، جعل كتبه في صندوق وأوثقه، وركب البحر فاضطربت السفينة وماجت، فألقى الصندوق في البحر، ثم سكنت السفينة، فلما خرج منها أقام على الساحل ثلاثاً يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثالثة وقال: "اللهم إن كان طلبي ذلك لوجهك وحب رسولك فأغثني برد ذلك". فرفع رأسه فإذا بالصندوق ملقى عنده، فقدم علينا وأقام برهة، ثم قصدوه لسماع الحديث فامتنع عن ذلك، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول له: "يا علي! من عامل الله بما عاملك به على شط البحر، لا تمتنع من رواية أحاديثي"، فتاب إلى الله، وعاد إلى الرواية.