وعلى الرغم من عظم طول سلاسل جبال الأنديز يقل عرضها في العادة عن ثلاثمئة كيلو متر، ومع ذلك فهي حاجز منيع، يحول دون الحركة بسهولة بين سواحل المحيط الهادي في الغرب، وبين بقية أراضي القارة في الشرق، إلا أن هناك عددا من الممرات المنخفضة في القسم الجنوبى تسمح بالعبور بين جمهوريتي تشيلي في الغرب والأردجنتين في الشرق.
ويزداد عرض سلاسل الجبال، وتعلو قممها في القسم الأوسط . ويتميز هذا القسم بقلة أمطاره، وخلوه من النبات والبحيرات، وذلك بعكس القسم الجنوبي، الذي تكسوه الغابات، وتكثر به البحيرات، وتغطي الثلوج قممه .
وأعلى قمم القسم الأوسط هي لجبل يسمى ” أكونكاجوا ” ، وارتفاعه أقل قليلا من سبعة آلاف متر، ويعد هذا الجبل أعلى جبال الأمريكتين،وهنا يوجد عدد من الممرات، ولكنها وعرة عالية، يزيد ارتفاعها على أربعة آلاف متر .
وتبلغ جبال الأنديز أقصى عرض لها في جمهورية بوليفيا، حيث يتسع نطاقها لأكثر من كيلو متر، وهي هضبة مستوية تعلوها ثلاث سلاسل جبلية رئيسية، يتكون بعضها من عدد من السلاسل الفرعية، وتمتلئ بعض الفجوات بالمياه فتكون العديد من البحيرات . وعلى المنحدرات الشرقية لكتلة الأنديز في بوليفيا توجد منابع نهر الأمزون .
وتعلو بعض القمم في بوليفيا أكثر من 6500 متر، لذا يكسوها الجليد، الذي يتكسر وينحدر بسرعة على السفوح عندما تتعرض هذه المناطق لهزات الزلازل.
وتحدث هذه الانهيارات دمارا عظيما للقرى والمزروعات . كذلك عندما تثور البراكين ينصهر الجليد بفعل حرارة الطفوح، وتتحمل مياهه الساخنة بالأوحال، على نحو ما حدث بالنسبة لثوران بركان ” نيفادو دل رويز ” في أواخر نوفمبر عام1985م، حيث طمرت أوحال تغلي مدينة ” أرميرو ” في جمهورية كولمبيا، ودفنت نحو 23 ألفا من سكان هذه المدينة التعيسة .
وفي إكوادور، تتألف جبال الأنديز من هضبة، تحدها سلسلتان من الجبال البركانية . وتشمل السلسلة الغربية تسعة عشر بركانا . يعلو بعضها أكثر من 4000 متر، وتتكون السلسلة الشرقية من عشرين جبلا بركانيا، يرتفع بعضها 4500 متر والسفوح الشرقية من الجبال هنا وفيرة الأمطار، تكسوها غابات متشابكة، بيما تكون أعالي الجبال أرضا جرداء . ويغطى ضباب كثيف دائم القمم العالية، مثل قمم جبل رويز البركانى، وارتفاعه ستة آلاف متر، وما زالت ثورة هذا البركان الأخيرة لم تهدأ.