تمثل اللغة اليابانية من حيث عدد الناطقين بـها من أهلها الأصليين الذين يصل تعدادهم حوالـي 127 مليون نسمة، عدداً كبيراً لا يقل عن عدد الناطقين باللغات الإنجليزية أو الفرنسية أو الروسية أو العربية وغيرها من اللغات المعروفة (باستثناء اللغة الصينية التـي يبلغ تعداد الناطقين بها أكثر من المليار وربع المليار نسمة). ولكن نظراً لأن المناطق التـي يوجد بـها الناطقين باللغة اليابانية تقع فـي نطاق محدود ينحصر فـي اليابان،لم تحظ اللغة اليابانية بالاهتمام الجدير بـها، إلى أن ظهرت اليابان بمكانتها الحالية كإحدى الدول الصناعية السبع الكبرى فـي العالم، وارتفاع مركزها على المستوى العالمـي، بالإضافة إلـى تنقل اليابانيين للسياحة بين بلدان العالم المختلفة؛ مما جذب الأنظار إلـى أهمية اللغة اليابانية، وشجع على دراستها فـي مختلف أرجاء العالم كلغة عالمية، حيث بلغ عدد دارسـي اللغة اليابانية علـى مستوى العالم ثلاثة ملايين وثلاثمائة وستين ألف طالب وطالبة يدرسون فـي خمسة عشر ألف مؤسسة تعليمية منتشرة فـي مائة وخمس وعشرين دولة بالعالم بحسب إحصائيات المؤسسة اليابانية لعام 2009 م.
وتوجد كثير من النظريات المختلفة حول أصول اللغة اليابانية والأسرة اللغوية التـي تنتمـي إليها، ولكن هذا النقاش لم يُحسم بعد. فهناك آراء ترى أن اللغة اليابانية تنتمـي إلى مجموعة لغات تتفق فـي البناء اللغوي يُطلق عليها مجموعة اللغات الأورالية الألطائية والتـي تشترك جميعها فـي السمة الإلصاقية التـي تشمل أيضاً اللغات السيبيرية مثل المنغولية والمنشورية والتنغورية والتركية، حيث سُميت بالإلصاقية نظراً لأن أصل الكلمة فـي هذه اللغات لا يطرأ عليه تغييرات صرفية، بل تجري إضافة لواحق عليها لنقل وظائف لغوية أو معانـي دلالية معينة. وقد حاول بعض الباحثين الآخرين البحث فى أصول اللغة اليابانية فى المجتمعات المتشابهة بيئيا وثقافيا من جنوب الصين إلـى الهملايا، بينما يرى البعض أن أصول اللغة هى نفس أصول اللغات البولونيسية (لغات مجموعة الجزر المتاخمة لإندونيسيا)، والدرافيدية مثل لغة التاميل فـي جنوب الهند وشمال جزيرة سريلانكا.
ويرجع أقدم سجل معروف للغة اليابانية إلـى القرن الثالث الميلادي، حيث وُجد كتاب تاريخ للصين مدون فيه مفردات يابانية وردت فـي مقال عن اليابان، ومنذ ذلك الزمان كانت تُكتب اللغة اليابانية باستخدام مقاطع الكتابة الصينية التصويرية أو التعبيرية (كانجـي-Kanji)، ثم أصبحت لاحقاً تُكتب باستخدام المقاطع الـصوتية "كانا-kana" التـي اُسْتُنبطت من الكانجـي. إلـى أن أصبحت الكتابة اليابانية الآن مزيج من مقاطع الكتابة التصويرية (كانجـي)، والمقاطع الصوتية (كانا)، يُستخدم كل منها جنباً إلـى جنب فـي آن واحد فـي الكتابة.