السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني ** وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مــبرءاً منْ كلّ عيــــبٍ ** كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
كثيراً ما تنتابني لحظات الشوق العارمة .. للقيا المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
وكثيراً ما أحن الى سيرته العَطِرة .. والى حنانه الجم .. وحكمته وحنكته ..
وقد تذرف عيناي فيضاً من الدموع .. وتجيش عواطفي .. وتتزاحم المشاعر ..
شوقاً الى النبي صلى الله عليه وسلم ..
فكم اغبط الصحابه رضوان الله عليهم على صحبته ..
هو قدر الله .. الذي جعلنا لا نصاحبه ..
لكن عزاؤنا اننا نوّد ان نكون اخوان النبي صلى الله عليه وسلم ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )) رواه مسلم
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي .. فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي )
اتمنى ان اعيش معه ولو يوماً واحداً .. واعاصر عهده الذهبي .. ولو لبضع ساعات ..
فهو صلى الله عليه وسلم .. كنزٌ ثمينٌ مبارك ..
تمتد بركاته الى جميع من حوله .. وتعم خيراته القاصي والداني ..
هيبته .. فرضت على الجميع احترامه ..
حكمته .. جعلت الجميع يتسابقون الى مجالسته ..
تواضعه .. اجبر الجميع على محبته ..
زهده .. اعطى الجميع دروساً في بيع الدنيا و شراء الآخره ..
رحمته .. شملت المسلم والكافر .. الكبير والصغير .. العبد والحر ..
نبيّ الكريم
اشتقت الى صبرك
فأنت المعلم الأول لكبح النفس ..
والقائد الأعلى للصفح عن المخطئ ..
والمرشد الى العفو عند المقدرة ..
اشتقت الى حلمك
الكفار يؤذونك .. فتدعو لهم .. ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) ..
الجهلاء يهجونك .. فتتجاهلهم ..
المنافقين يغدرون بك .. فتحلم عليهم ..
اشتقت الى اخلاقك
كريم مع جميع الخلق ..
خيِّرٌ مع أهلك ..
رحيمٌ بالصغير .. موَّقرٌ للكبير ..
أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ..
عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
وقال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم 4 ]
اشتقت الى بركاتك
فأينما تطأ .. واينما تحل .. كالغيث .. اينما وقع نفع ..
تنهمر منك البركات على العباد ..
دعواتك مستجابة .. و لمساتك مباركة ..
ولازال بعضها باقٍ حتى يومنا هذا ..
اشتقت الى شفقتك ورحمتك
وكيف لا اشتاق ..
وقد حثثت علينا :
رفقاً بالقوارير .. واستوصوا بالنساء خيرا..
وكيف لا اشتاق ..
ورحمتك شملت آل بيتك والمسلمين اجمعين
فلم تكن تفرق بين عربي ولا أعجمي الا بالتقوى
ولم تكن تزجر او تنهر .. بل تبشر وتنذر ..
حتى مع اعدائك رحيماً في الحرب والسلم ..
اشتقت الى انتصاراتك
فلم تكن تأخذك في الحق لومة لائم
تنتصر للمظلوم .. وتعين الظالم على نفسه ..
وتسعى بشجاعة لرفع راية التوحيد مرفرفةً ..
لم تكن الدنيا اكبر همك ..
بل كان نشر التوحيد ووأد الشرك هو ديدنك وشغلك الشاغل ..
فلم تكن تجامل على حساب الدين .. ولا تسعى للدنيا والمنصب ..
اشتقت الى احسانك
وانت على فراش الموت توصي بــ ..
الصلاة الصلاة وماملكت ايمانكم ..
تحسن الى العبيد والإماء
بل وتوصي بهم وبحسن التعامل معهم
وليس هذا فحسب بل تدنو بجانبهم وتأكل معهم وتضاحكهم ..
اشتقت الى تواضعك
فلم تكن تفرق بين الكبير ولا الصغير
ولا الغني ولا الفقير
كنت تمازح وتتقرب وتتودد الى الجميع
فلم يكن للغرور عليك مدخلا .. ولا للكبر عندك منزلا ..
اشتقت الى حيائك
قـال أبـو سعيد الخـدري – رضي الله عنه –
( كـان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حيـاءً من العذراء في خدرهـا
فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه ) .
اشتقت الى زهدك
فلم تكن زخارف الدنيا تهمك ..
بل كنت تعلم علم اليقين انها زائلة ..
وعملك وزهدك هما ماسيبقيان ..
تقول عائشة _ رضي الله عنها :
( إنما كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدمـاً حشوه ليف ) .
وعن عبد الله بن مسعود قال: اضطجع النبي على حصير، فأثَّر في جلده، فقلتُ: بأبي وأمي يا رسول الله، لو كنتَ آذنتنا ففرشنا لك عليه شيئًا يقيك منه. فقال رسول الله : "مَا أَنَا وَالدُّنْيَا، إِنَّمَا أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا "..
كان صلى الله عليه وسلم مستمسِّكًا بحياة الزهد..
مبتعدًا عن الزعامة المتصنَّعة..
متواضعًا في مأكله ومشربه .. وقد لا يجد هذا المأكل في كثير من الأحيان ..
اشتقت اليك يا نبينا المختار .. و من لا يشتاق ..
وحُقَّ لكل مسلمٍ ان يشتاق الى مجالستك .. ومحادثتك ..
اللهم لاتحرمنا رؤيته ولو في المنام ..
ختاماً
اشكر الغالية
وردة الجوري
على مبادرتها بهذه الفعالية .. جزاها الله عنا خير الجزاء
وهذا اقل مانستطيع تقديمه لرسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
اسأل الله ان تكون حجةً لنا لا علينا
اللهم اغفر لنا ماقدمنا وما أخرنا
وتجاوز عن تقصيرنا
وارزقنا شفاعة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم
ومرافقته في الجنه
ووالدينا وذرياتنا وجميع المسلمين والمسلمات
اللهم عليك بمن آذى الرسول صلى الله عليه وسلم حياً او ميتاً
اللهم واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم
ونصرةً للإسلام ورفعةً لمقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختكن في الله